مقالات

مفارقات بيت كطيو المضحكة!

سلام ناصر الخدادي

بعد أن خبرِتنا سنين الحياة ، وعشنا جميع ظروفها ، حلوها ومرّها ، شقائها وعذابها ، فرحها وسعادتها ، عاصرنا جيلاً ، وعشنا مع آخر ، رأينا وسمعنا الكثير وهضمنا هذه السنين وتلك الحكايا ، وأفرزنا الجيد من الرديء ، بل ، شخصنا الصالحَ من الطالحِ ، المنافق والمجنون من السوي العاقل .. ومع هذا ، ما زلنا الى الآن نرى العجب العجاب !!

فما أن تقدّم عملاً ناجحاً ، وما أن تبادر الى تقديم خبراتك وطاقاتك مجاناً دون مقابل ، خدمة للمجتمع .. وما ان ترى التفافَ الناسَ حولك بكل محبة وصدق واحترام .. حتى انبرى لكَ التافه والحاقد واللئيم بالتشهير والكذب الرخيص والنيل منك ومن عملك !!

وبالمقابل : لم نرَ من هؤلاء الشرذمة المنافقين ، إلا الأكاذيب والادعاءات الباطلة والحقد الدفين الذي شوّه سمعتهم أولاً وسوّد وجوههم لكثرة اباطيلهم ، وسوء حظ المجتمع بهذا الكم الرديء الرخيص الذي ابتلي بهم ومن على شاكلتهم !

فنرى أولاً جماعة أدعياء التدين !! ويا لها من (مهنة) مربحة لا تكلف شيئاً !

لقد اختصر هؤلاء النفر كل علوم الدين الذي لم يفهموا منه شيئاً ، وجعلوه للأكل فقط ! صار الدين عندهم عبارة عن أكل وشرب لا غير! لا يهم ان تتعامل بالربى ولا يهم ان تكذب وتغتاب وايضا مسموح ان تنظر بشهوة لغير ما تملك ! لكن لا يأكل الا الـ:(حلال) !!!

ومع هذا فمظهرهم أمام الناس (متدينون)!! وهم الاكثر نفاقاً والأكثر كذبا والأكثر سوءً بين الناس . لقد صار هؤلاء الملتفعين بعباءة الدين الأخطر على المجتمع ، لأنهم بلا رأي ولا فكر ولا ثقافة ، وكل منهم اصبح مفتي ! وكل منهم أصبح الفقيه العارف وعنده فقط واليه تنتهي حسم الأمور !

فهو امام الناس : المؤمن المهيمن الوقور المتدين !!

أي نفاق ودجل هذا ؟؟ وأي مفارقات مضحكة نعيشها ؟

نرى ايضا الفئة الثانية : شرذمة من نفر ضال ، هامشيون .. لا رأي ولا موقف .. تراهم مع هذا ومع ذاك .. مع الصح ومع الخطأ ايضاً .. هم الاكثر ضجيجاً والاكثر تشهيراً والاكثر ثرثرة ..

ولأنهم فارغون ( لا عقل ولا عمل ) ، تراهم في كل مكان واينما وليت وجهك ! في السوق ، في الشارع ، في مجالس العزاء ، في الافراح ، في المؤتمرات ، تجدهم حتى في جيب بنطالك الخلفي !

يسمعون جملة (مهما كان صدقها ومن قائلها ) ليتلقفوها بصفحات كاملة واكثر !.. لذا فقد استفادت (بعض الجهات) منهم ، لكونهم قطيع من المغفلين ويستطيع أي قردٍ ان يسوقهم حسب ما يشاء .. ليتم تسخيرهم للهجوم والتصادم كالعصي اثناء العراك ، لا ضير ان تكسرت وتهشمت مادامت أياديهم سالمة !!

فتم حشوِ اذانهم بعبارات خاصة (جاهزية الاكاذيب مع أي مناسبة) .. لتسمع ما يروق لك في هذا الشارع العجيب الغريب وهذه المفارقات المضحكة !

حتى يأتيك من تحلم به ! لترى (الفئة الثالثة) : جماعة النص ردن !!

وما ادراك من هم ؟ وماذا عملوا ؟ وماذا خططوا وماذا نفذوا ؟ حينما تستمع اليهم تكتشف : هم البنّاؤون ، وهم المثقفون الذين لا يشق لهم غبار ! وهم اصحاب النظريات .. وهم الصادقون (وبدون قسم !).. وهم الذين قالوا ! لكن ، لم يؤخذ بكلامهم ! وهم الذين خططوا ، ولكن ، اهملوا ! وهم اصحاب القاط والرباط ابداً !

لتعلم أخيراً .. انهم فقط من ردحوا في بيت كطيو !!!

هؤلاء الرداحون ، صاروا يقيّمون الأعمال !! ولهم القول الفصل ! وباستشارتهم تسير الامور !! وهم في الصدارة .. ولهم الوجاهة ..

كيف لا ؟ وتقييم الاعمال ترجع اليهم ؟ وأي اعمال ؟؟ بناء ، تجارة ، شعر ، مسرح ،معلبات ، آيس كريم ، كتاب أدبي ، نجارة ، كهرباء ، قوزي على تمن ، مشاوي ، غناء ، أصوات ، برياني ، دولمة ، قصائد ، كباب ، كل شيء وأي شيء !! تجدهم في كل اللجان ! وفي كل مكان .. حتى وإن كانوا لا يعرفون الكتابة .. لكنهم يكتبون ( والشهادة لله ) !!

لا يعرف الحديث .. لا متى يبدأ ولماذا ؟ او أي موضوع .. لكنه يتحدث ! واحياناً بلا انقطاع وبلا معنى ! ليثبت لنفسه فقط انه تحدث !

هو لا يعرف شيئاً .. لكنه متمسك برأيه ويصرّ عليه ! وبإمكانه شتمك إن اقتضى الأمر .. فهو متمسك الى الممات بغبائه !!

هو لم يقرأ كتاباً واحداً في حياته .. لكنه استطاع (وبقدرة قادر) أن يترأس مجموعة من المثقفين !!

هو لا يفي بوعده ، ولا يلتزم بكلمته ، يتحالف معك اليوم .. لينقلب ضدك غداً ! لا يحترم موقفه ويغدر بأقرب الناس اليه .. لكنه مازال كالقرد متنقلاً هنا وهناك !

وما أن تراجع نفسك في ساعات الليل .. حتى تكتشف ان في هذه الجمهرة : شاعر لا يعرف الشعر ، وأديب لا يعرف الكتابة ، ورئيس بلا رأس ، وقائد بلا رأي ! ومغنّي بلا صوت ، وجميعهم كأحجار الشطرنج .. هناك اصابع خفية تحركهم وتضعهم في المربع المطلوب تماماً !!

أمــــا نــحـــن ....

من نحن ؟؟ حينما نختلي مع بعضنا ، نتحدث همساً .. نعرف ان الفئة الاولى دجالين .. لكننا نتبعهم ونسير خلفهم !

ونعرف تماماً ، ان الفئة الثانية كذابون .. لكننا وبمحض ارادتنا نصدقهم ونردد كالببغاوات أقوالهم ! ونتناقلها ونلوكها صباحا ومساءً !

ونحن نعلم علم اليقين ، ان الفئة الثالثة متلونون متقلبون رداحون وفي كل عزاءٍ لالطمون ! لكننا نؤيدهم .. نمسح على اكتافهم ، نصغي اليهم بانتباهٍ .. نوميء ايجاباً لثرثرتهم مع ابتسامةٍ عريضة !!

نقربهم ، ونبعد الجيدين .. نجعلهم قادتنا ونسب ونشتم المفكرين والمخلصين .. نستهزيء ونحط من قدر كل حريص وغيور ونزيه ، ونمجّد ونصفّق للمنافق والخائن والفارغ والكاذب !

والآن .....

هذه الساحة امامكم .. وشاهدوا افرازات بيت كطيو وما يعبثون ! وبأي مقدرات يتحكمون ؟ وبماذا يتمرغون ؟؟ وأين يردحون !!!!

سيدني

12/9/2018

مـلاحـظـات بـالـصـمـيـم

سـلام نـاصــر الـخــدادي

نلاحظ جميعاً التطور العلمي المذهل ، من التقدم التكنولوجي الى سرعة انتشار المعلومات وسهولة الحصول عليها ، حتى جعل العالم بين يديك كقرية صغيرة تستطيع أن تأخذ ما تريد من شتى العلوم والافكار والثقافات وما يجول بخاطرك وما تتمنى .

لقد وصل العالم الى درجة كبيرة من الرقي وسعة الادراك والمعرفة من خلال هذه التقنية الذكية وانتشارها وسهولة استخدامها .

هذه المرونة بالتعامل مع الأنترنيت ، أدى لانتشار صفحات السوشيال ميديا وانشاء صفحات للتواصل الاجتماعي تضم الآلاف من المتابعين ..

ورغم ما يطلق عليها بأنها سلاح ذو حدين ، إلا اني ارى الجانب الايجابي والمفيد بها .. لمن أحسن استخدامها ، وقدم للناس ما يفيدهم ، ويشبع رغباتهم بالتنوير والمعرفة .

لقد كثرت هذه الصفحات وصارت للتباهي بكثرة اعداد المتابعين او المنضمين اليها .. بغض النظر عما يحتوي هذا الخرج !

ولكي أحدد الهدف المقصود من الموضوع ، سأتناول اليوم صفحات بعض رجال الدين المندائيين تحديداً وما تضخ هذه الماكنة من معلومات !

_ العنوان والمضمون

من خلال الواقع المرير الذي يعيشه المندائيون وهو : التشتت على بلدان مختلفة .. بيئة متباينة .. ضعف الثقافة الدينية وانحسارها .. عدم وجود رجال دين في الكثير من المدن والبلدان ..تربية الأهل ونتائجها السلبية على الأبناء .. عدم تيسر الكتب والكراسات التي تغني القاريء وتشبع المتلهف للمعلومات .. والأهم ، تقاطعات رجال الدين فيما بينهم وفتاوى التنزيل والتبطيل والتحريم التي قصمت ظهر الطائفة وشتت أفرادها حتى في البلد الواحد !

كل هذه الأسباب وغيرها الكثير ، خلقت فجوةً كبيرة ، ونفوراً عاماً لفئة كبيرة من المندائيين واغلبهم من الشباب .

والمتتبع لهذه الصفحات وما يبث فيها من لايفات .. نرى حجم التناقضات بين شيخ وآخر .. ومما زاد بالطين بلة ، نشاهد شروحات وتفسيرات لبوث أو مناسبات دينية بتحليلات كيفية .. وحسب تفكيره وإدراكه .. واحيانا تكون مطبّات ولدّت إشكاليات لاتزال قائمة ..

_ " تكلم حتى أراك " سقراط

لقد انبرى بعض رجال ديننا بالظهور بـ(لايف) مباشر ليشرح أو يجيب على بعض الأسئلة الدينية .. ومن خلال متابعتي وما شاهدت وسمعت ، وجدت ما يلي :

فقر عام بالمعلومات .. ضعف البنية الثقافية للمتحدث .. عدم التمكن من المفردات اللغوية ووصولها عرجاء للمتلقي .. ضبابية الشروحات وتسطيحها احياناَ .. الاعتماد على الذاكرة أو المشاهدة دون الرجوع للمصادر .. كل هذه الأسباب وغيرها ستكون عواملأ للنفور لا الكسب !

هذه الفوضى بكثرة الفيديوات وتشعب مواضيعها وما يرافقها من ضحالة المحتوى وعدم اسناده الى بحث رصين وضعف الحجة وركاكة الأسلوب ، ستخلقون ، ان لم تكن قد خلقت ، نفورا عاما لدى الأغلبية .. وستكون مادة للتندر والتشبيه ..

مع ملاحظة مهمة جداَ : وهي عدم مراعاة ، إن من بين المشاهدين أو المتابعين ، هناك أناس لهم الخبرة والمعرفة والاطلاع بما تقولون وتتناولون !

لهذا ، أدعوكم مخلصاً : عليكم الإكثار من القراءة .. التبحر بالمعلومات الثقافية العامة والتاريخ والفهم الفقهي للنصوص وعدم الاعتماد على الترجمة الحرفية للكلمة ومعناها !!

أوصلوا للناس إن الشجرة المرضعة لا تحمل أثداءً تدر الحليب ..

والملاك هيبل زيوا لم ياخذ تمراً وسمسماً معه في رحلته الى عالم الظلام ..

وإن موطن المندائيين بلاد ما بين النهرين ، العراق العظيم مهد الحضارات وليس اورشليم !!

لا تغلف احاديثك بكلمة ( الأسرار المندائية ) لكل حركة وفعل وعمل !!

لا تسفهوا المعنى العميق للجوهر ..

_ الناطق الرسمي

تابعنا ونتابع ما تتعرض له ديانتنا من تشويه وتزييف للحقائق ودس السموم وغيرها .. وعلى مختلف وسائل الإعلام .. وايضا عرفنا من تصدى لهؤلاء ومن دافع وفنّد وأدلى بخير الكلام ..

لكننا الى الآن ، نشكو من عدم وجود ناطق رسمي بأسم الطائفة !

نشكو من ضعف الاعلام لدينا .. من مرجع تستطيع كل الفضائيات والصحافة الرجوع اليه وقت الطلب ..

معظم الملل .. ومهما تعددت مذاهبها .. نجد المتحدث باسمها .. الخبير بشؤونها .. المدافع عنها وقت الدفاع .. فنراه متحدث لبيب لبق ، يأخذك بالحجة ويقنعك بالدليل ، واسع الاطلاع ، غزير المعلومات ، عذب الكلمات مبتسم دائماً ! ..

إلا نحن !!! تمضي العقود تباعاً .. ومازال صراعنا وبحوثنا وندواتنا حول :

الجد السابع عشر لفلان ، هل أكل لفة همبركر أو فلافل ؟؟ والجدة التاسعة لأم زوجة فلان ، هل كانت تجيد الطبخ أم تستعين بامها ؟؟

أما حان الآن وقت الضرورة ؟؟ ألا تجدون احكاماً لتسوية ما اختلفتم عليه ؟

لقد عرفناكم وقبلنا بكم .. فلا يوجد غيركم !

سيدني

19/4/2020

2 مـلاحـظــات بـالـصــمـيــم

ســلام نـاصــر الـخــدادي

يتساءل الكثير منا ، بعدما أضحى ابناء العائلة الواحدة كل في بلدٍ ما :

هل سيتعرف الأبناء على بعضهم ؟ وهل يستطيع ابن العم او بنت الخال التفاهم مع ابن الخالة او بنت العم في الدول الأخرى ؟؟

كيف استطيع وصل الحلقات (المفككة الآن) مع بعضها ؟؟ ماهي السبل لإدامة الترابط العائلي ؟ ماهي مقومات الآصرة العائلية الان ؟؟

لقد ساهمت المنظمات الدولية (بشكل أو بآخر) بتمزيق وحدة العائلة الواحدة وتفكيك ترابطها وانتمائها الأسري ، (هذا الموضوع سأتناوله لاحقاً) .. وتم توطينهم على دولٍ شتى ، ولم تشفع لأية عائلة ان كان لديها أبناء أو بنات في هذه الدولة أو تلك ، البكاء والتوسلات بجمعهم مع بعض ولمّ شملهم !

وكان التوزيع العشوائي للعوائل او الابناء كيفما اتفق .. وصار التشظي من اقصى الشرق الى اقصى الغرب !!

بعد إطراقة صغيرة ، وبحسابٍ بسيط .. ستندهش لحجم المأساة المحيطة بنا ..

فأبناءك الصغار .. او أحفادك لاحقاً .. بعد عقدٍ أو عقدين من السنين في استيطانهم الجديد .. قد نشأوا وأتقنوا لغة بلدهم ومجتمعهم .. وتطبعوا بثقافته وطباعه .. وصار هاجسهم هو مستقبل حياتهم وما يصبون اليه.

بالمقابل ، نرى شحة التواصل واللقاء والتعارف إن لم نقل انعدامه بين هذه العوائل المنتشرة المتناثرة هنا وهناك ..

والأسباب عديدة جدا .. منها : بعد المسافات بين دولة واخرى ، قلة الاجازات لمن يعمل او يدرس ، تكاليف السفر الباهضة ، وغيرها الكثير .. جعلت اللقاءات والتجمعات العائلية الحميمة حتى في الأفراح أو الأحزان ، من النوادر التي قد تحصل كل بضعة سنين او من ذكريات (الزمن الجميل) !!

_ الــواقــع الــجــديــد

بعد أن تم توزيعنا على الدول شرقا وغربا .. تأقلم الكثير منا مع واقعه الجديد وصار جل اهتمامه التكيف معه .. وكيفية ولوج مداخله وفك اسراره وغموضه ..

ومع تقادم السنين ، صار الحث المستمر لدفع الأبناء لإتقان لغة البلد والدراسة والتعلم ونيل الشهادات ثم العمل والتوظيف .. وهذا واقع الحال .. حتى بدأت لغتنا الأم تندثر تدريجيا .. وهي الرابط الوحيد الذي يربطنا مع بعضنا .. بل هي الحبل السري للجسد العائلي .

لقد كبر الأبناء وهم لا يتحدثون لغة الأهل .. لا يعرفون مفرداتها ، معنى كلماتها ، ولا حتى نطقها !! بل اقتصرت على بعض الجمل القصيرة للتفاهم بين الجيلين : الأهل والأبناء !!

ومع السنين ، ونتيجة التناقضات واتساع الهوة بينهم ، كانت التبريرات العديدة وكلها تصب في خانة : هذه البلدان تختلف كليا عما كنا عليه !

حتى وضعوا جداراً فولاذيا صلداً ، أحاط بالأبناء واصبحوا في وادي والأهل في وادٍ آخر ..

أما اذا كان الأب والأم شباباً ويتقنون اللغة (لغة أي بلد) .. فيكون الحديث والتوجيه وكل شيء بهذه اللغة فقط .. ليكبر الأبناء وهم حاملين لغة واحدة نطقا وقراءة وكتابة ..

ولكم أن تتصوروا لقاء الابناء مع بعض وكيف سيكون التفاهم والحوار فيما بينهم !

_ لا تـقـطـع الـحـبـل الـســري

بما إننا ارتضينا بواقعنا الحالي وتعاملنا معه بكل جدية واخلاص ، وصارت حياتنا بهذا التباعد الزمني والمكاني ، وهذا التباين الصارخ المخيف بين ابناء العائلة الواحدة ...

علينا أن لا نغالي بعدم التحدث باللغة الأم .. ولا نتناسى لهجتنا المحكية ومفرداتها الشيقة الطيبة ..

علينا أن لا نتباهى زهواً ونضحك مسرورين بأبنائنا الذين لا يعرفون لغة الأهل !! ويتحدثون بلغة واحدة فقط !

علينا جميعاً واجب مهم ومقدس .. أن لا نقطع الحبل السري الذي يربطنا (الآن) جميعا .. وربما ، سيّوحد ابنائنا مستقبلاً ..

اهتموا بتعليم ابنائكم لغتكم .. وتلقينهم بمفرداتها .. وتعليمهم كتابتها .. الى جانب لغة بلدانكم .. فما الضير إن يكبر ابنك وهو يعرف ويتقن لغتين او أكثر ؟ بل سيكون محط تباهي وفخر واعتزاز لك وله مستقبلاً .. وسيوسع مداركه وثقافته ونبوغه ..

ابدأوا من بيوتكم .. تحدثوا معهم ، واكثروا بالحديث ليفهمونكم .. وشاركهم معك ..

لا تفرح حينما ترى ابنك او بنتك لا تعرف ولا تفهم لغتك .. لأن ردة الفعل ستكون قاسية .. النفور والابتعاد من أية مناسبة او زيارة او لقاء مع العوائل أو حضور نشاط ترفيهي او امسية ثقافية .. لأنهم لا يفهمون ما يدور من حديث ، ولا يستطيعون مشاركة الحضور بالحوار !

وسيكون البديل الجاهز والأقرب والأوفر حظاً : هم الأصدقاء (الشلّة)!

فيتسامروا ، ويضحكوا ، ويخططوا بعيدا عنكم !

وأنت الحنون العطوف الرؤوف ، الواضح الصالح كالأطرش بالزفة !

سيدني

25 /5/2020